فلنهرب من الهروب ونعانق الواقع




يسبح الانسان احيانا في احلام وردية

تصل به الى عنان السماء وفوق هام السحابفلنهرب من الهروب ونعانق الواقع Almstba.com_1345930687_974


وتبحر سفينة احلامه في بحر لا ساحل له

لتختفي بعدها وراء الافق متناسية كل ماحوالها

ولكن
لتصطدم بعد ذلك بصخرة الواقع فتصبح هذه الاحلام الخيالية والحالمة نوعا من السراب وبالتالي يصحو ويتنبه على واقع مرير قاس مؤلم
فحين يحلم الانسان بمثالية خيالية معتقدا ان مجتمعه كله اخلاص وود ومحبة وعطاء
وفي لحظة مايشعر بمرارة الواقع وقسوة الحقيقة حيث يجد ان هناك الكثير من الامور التي تنافي معتقداته وكثيرا من الامور تحيل افكاره التي يؤمن بها الى نوع الخيالى فيبدأ ليتعرف على الوجه الاخر للعمله حيث الكراهية والأثر والقسوة فتذوب كل أماله وطموحاته في موقف معين تجبره الظروف على الخوض في غمارة
ولكن ومع ذلك كله
لا بد وان يكون الانسان في هذه الحياة اكثر واقعية حتى لا يصدم بمن حوله وبما حوله من واقع مرير
ولابد ان يعلم انه كما في هذه الدنيا من الشر فهي لا تخلوا من الخير ولو كان قليلا ومحدودا وانه كما فيها الاحزان والاشجان فإنها لا تخلوا من الفرح والضحكات والبسمات الرائعة وكما فيها من الشقاء والمشاكل والمتاعب فلا يتخللها الكثير من اللوان السعادة والراحة والمتعة والأمل

ولكن ومع الاسف لا يرفق الانسان للأخيار الا اذا كانا ذا حظ عظيم
وبعد ان يوفق بمعرفتهم وحبهم يأتي يوم كي يفارقهم ولا يجدي أي تحسر او نحيب يبديه فيجد نفسه ضعيف للغاية فعند موقف الوداع يجبر نفسه يبكي رحيل الحب المفاجأ وكأنه يتوقع او ينتظر الاستئذان
لذلك
علينا ان نعلم ان هذه الحياة بحلوها ومرها ماهي الا لحظة وتزول وتفنى ولا يبقى سوى وجه ربنا ذي الجلال والاكرام
وان هذه الحياة ماهي الا دنيا زائفة مليئة بالآلام وكلنا يعلم ان الأمل هو اجمل حلم في دنيا الواقع
فاهرب من الهروب وعانق الواقع...