وجـــــوه الحقيقـــة


الأدباء ، كما يقول محمد حسنين هيكل صنفان :

" صنف إذا كتب تساءل الناس لماذا يكتب ،
وآخر إذا لم يكتب تساءلوا لماذا لم يكتب؟"

إن البحث عن الحقيقة في شأن الناس أو الأحداث ،
كما يقول هيكل لا يتطلب من الناس أن يبادروا بالحكم ،
وإنما أن يسعوا إلى الفهم .

وبعده ، وليس قبله ، يحق لهم أن يقرروا كما رأوا أو كيفما شاءوا.
وسبب ذلك الطلب أن الحقيقة ليس لها وجه واحد ،
وانما وجوه الحقيقة متعددة

وحتى في حالة أي شخص عادي أو حدث سياسي أو أدبي ،
فليس هناك بالفعل وجه واحد للحقيقة .

فكل شخص عادي له شكل وشبه ،
وهذا وجه من الحقيقة ،
وله اسم وأسرة وهذا وجه آخر ،
وله وطن وهوية ، وهذا وجه ثالث ،
وله تجربة وعمل ، وهذا وجه رابع .

وهكذا .. وهكذا

إن البشر إذا زاد فهمهم قدروا وليس خيالهم الخصب
حسب أهوائهم المريضة.

إذا قدروا فقد تركوا التسامح يغلبهم ،
وعذروا ، وإذا عذروا فإنهم في اللحظة
نفسها ، حتى وإن لم يقصدوا ، غفروا .

رواد منتدانا الكرام
مشرفين وأعضاء


الفنان الحقيقي ، كما ذكر ستانسلافسكي ،
هو من يفرح لنجاح فنان آخر يعيش في قارة أخرى .
يفرح ويستمتع بهذا النجاح.
الفنان الحقيقي يتعلم من الجميع
يحترم فن الآخر .. نهم شغوف لكل ما هو جميل
الفنان الحقيقي انســــــان.

الراحل صلاح عبد الصبور قال يوماً:

" في العالم العربي الأن أدباء بلا أدب ،
وفنانون بلا فن ، وكتاب أميون ،
ومعلقون سياسيون لا يقرأون الصحف ،
ومجموعة تحمل راية التجديد وتردد هتافات
المستقبل والحياة والشرف ،
ويرتكبون بإسم هذه الأشياء أكبر الحماقات ،
هل هم يعرفون ماذا يفعلون؟

وهل يقدرون الإساءة التي يلحقونها بالأدب والفكر والسياسة ،

وبكل ما هو عظيم في الإنسان؟

أم هم لا يعرفون أنهم يعبثون والدنيا حولهم جد في جد؟


والمواقف تتطلب أشخاصاً يستطيعون
أن يرتفعوا إلى مستواها ،
وأن تحلق رؤوسهم فوق ضبابها وذبدها
وأن تكشف وتنير وتوضح الطريق ..
ان كانوا يعرفون فهم يخدعوننا ، ونحن لا نحب الخداع ،

وإن كانوا لا يعرفون فهم بحاجة إلى المعرفة ،
إلى الكثير من المعرفة.

" إن الأدباء الشباب لا يقرأون ،
كما قال عميد الأدب طه حسين

منذ عشرات السنين ، وإن قرأوا لا يفهمون ما قرأوا "

أي فن وأي أدب وأي مصلحة؟.

وهنا نأتي لبيت القصيد !


بأن الضغط على الكاتب الجيد لا يتوقف :

لا تكتب هذا ، ولا تكتب ذاك ،
وإن كتبت فضعه بهذه الطريقة.
أمك ستغضب منك . أبوك سيغضب منك .
الدولة ستغضب منك.

المشرفون غاضبون . أعضاء المنتدى يتذمرون .

الناشرون سوف يغضبون ، الجميع سيغضبون ،

وسوف يقطعون لسانك
ويهددوك بأصابعهم.

مهما يكن ما تفعله فسوف يتدخلون.

قد تقول فليساعدني الله

لكن في الوقت نفسه تفكر ،
سوف أكتب هذا بطريقة تجعل كل شخص غاضباً

ولكنها ستكون جميلة جداً ،
حتى أنهم سوف يحنون رؤوسهم إعجاباً


في الأجواء الناقصة الخرقاء
المجتمع محاط بكل أنواع المحظورات والممنوعات .
وأيا كانت المحظورات فإن الكاتب يجد نفسه معاقاً
بسبب التابوهات والعلاقات والمحاذير المتخلفة
والخيال الخصب المريض
أنا لست مسؤولة عن خيال قارئ خصب مريض
وبهذا المعنى فإن الكتابة التي تعبر عن رغبة التنكر
أو التخفي وراء شيء ما .... لن أنتهجها
لذا سأكتب ... وأكتب ..

فلعل حرفاً واحداً كتب بضمير حي يحدث فرقاً كبيراً.

ليس كل من تعلم القرأة والكتابة
مثقفـــاً

ليس من أجاد رص الحرف بجوار الحرف
مثقفـــاً

ليس كل من كانت لديه موهبة ورص بيت قصيد
مثقفـــاً

فلذلك ارحمونا من أرائكم وترهاتكم الغير مثقفة




مما راق لي مع بعض التعديلات