[size=32]يقولون إنما الناس عطور

...

كلما شاهدت زجاجة عطر رأيتفيها انسانا ...
لأن البشر يشبهون تماما أنواع العطور
...

وأرخص أنواعالعطور أكثرها إثارة !! ...
وهذا العطر يشبه البعض من الناس ...





أحيانايصادفك شخصا ما..تبهرك كلماته وتثيرك أراؤه ...
وتحلق معه في آفاق واسعة منالخيال ...

وسرعان ماتكتشف أن ماسمعت وما رأيت ليس أكثر من صور ...
محفوظة يرددها صاحبها ...

ولو حاولت أن تجادله أو تقاطعه أو تستفسرعن شيء مما يقول ...
اكتشفت حجم زيفه وادعاؤه...

وكما في العطور أنواعامزيفة مثل الناس تماما ...
تجد أيضا أنواعا نادرة أصيلة يبقى تأثيرها في أعماقالإنسان ...

فنوع العطر يعيد لك صور الماضي ويجسدها في عينيك ...
ويتحولالعطر إلى إنسان وترى في الإنسان عمراً ...

وترى في العمر نبض الحياة وجمالالكون وصفاء الزمن ...
والعطور النادرة أقوى من الزمن ...

لأنها تبقى ,, وكذلك البشر ...

فالإنسان الصادق المخلص الأمين ...
يظل أكبر من إغراءاتالزيف والدجل الرخيص ...

ولهذا يبقى رافعاً قامته في كل شيء في فكره وسلوكهومواقفه ...
أحيانا تتذكر إنسانا عزيزا إذا تدفقت حولك رياح عطره ...


وبعض الناس لايغير نوع عطره أبداً ...
لأنها تحولت مع الأيام إلىجزء من شخصيته ...

وهناك أيضا من يستخدم العطر كما يستخدم أي شيء ...
فترى معه كل يوم نوعا جديدا ...

وشخصية الإنسان تظهر في نوع عطره ...
بعض الناس الأصيلين يحتفظ لنفسه بزجاجة عطر من نوع واحد ...

إنه يحبالخصوصية في كل شيء ولا يرى نفسه إلا وجها واحدا ...
ولهذا يرفض أن يزيف نفسهتحت أي إغراء ...

وهؤلاء الاصيلين الأنقياء لايحبون ضجيج الأشياء ...
يكتفي الواحد منهم بمشاعره الصادقة ولو كانت بسيطة ...ِفمن أيالعطور أنــت..؟
[/size]