[size=32]إن الـبُغاث بأرضنا يَسْتَنْسِرُ[/size]

 

[size=32]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة[/size]

 

[size=32]ان الحمد لله نحمدة ونستعينة ونستغفرة[/size]

[size=32]اما بعد00 فانة لايخفى على احد اهمية العلم والعلماء   في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم –   ولكن حينما نسمع بعض الناس يقولوا ان فلانا عالم من العلماء[/size]

[size=32]وان فلان اعلم اهل الارض  .[/size]

[size=32]الحقيقة التي أشعر بـها من قرارة نفسي أنني حينما أسمع مثل هذا الكلام أتذكر الـمثل القـديم المعروف عند الأدباء ، ألا وهو[/size]

[size=32]( [size=32]إن الـبُغاث بأرضنا يَسْتَنْسِرُ[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32]( [size=32]إن الـبُغاث بأرضنا يَسْـتَنْسِرُ[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32]قد يخفى على بعض الناس المقصود من هذا الكلام أو من هذا المثل ، البُغاث :[/size]

[size=32] هو طائر صغير لا قيمة لـه ، فيصبـح هذا الطـير الصغـير ، نسـراً عند الناس ،[/size]

[size=32] لجهلهـم بقـوة النسر وضخامتـه ،[/size]

[size=32]فصدق هذا المـثل على كثيرٍ ممن يـدْعُونَ بحق وبصواب ، أو بخطأٍ وباطلٍ إلى الإسلام .[/size]

[size=32]لكن الله يعلم أنه خَلَتِ الأرض – الأرض الإسلامية كلها –[/size]

[size=32] إلا من أفرادٍ قليلين جـداً جداً ممن يصح أن يقال فيهم :[/size]

[size=32] فلان عالم ،[/size]

[size=32] كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال :[/size]

[size=32] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله لا ينـتزع العلم انْتِزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حـتى إذا لم يـبقي عالماً – هذا هو الشاهد - حتى إذا لم يـبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فَسُئِلوا فأفـتوا بغير علمٍ فضلوا وأضـلوا ) .[/size]

[size=32]إذا أراد الله أن يقبض العلـم ،[/size]

[size=32] لا ينـتزعه انـتزاعاً من صدور العلماء ، بحيث أنه يصبح العالم كما لو كان لم يتعلم بالمرة ، لا ،[/size]

[size=32] ليسـت هذه من سنة الله عز وجل، في عباده ،[/size]

[size=32]وبخاصة عباده الصالحين –[/size]

[size=32] أن يَذْهَبَ من صدورهم بالعلم الذي اكتسبوه ، إرضاءً لوجه الله عز وجل –[/size]

[size=32] فالله عز وجل حكمٌ عدلٌ لا ينـتزع العلم من صدور العلماء حقاً ،[/size]

[size=32] ولكنه جرت سنة الله عز وجل في خلقه ، أن يقبض العلم بقبض العلماء إليه ،[/size]

[size=32] كما فعل بسيد العلماء والأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،[/size]

[size=32] حتى إذا لم يُـبْقِِ عالماً ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ،[/size]

[size=32] فَسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا،[/size]

[size=32] ليس معنى هذا :[/size]

 

[size=32] أن الله عز وجل يُخْلي الأرض ، من عالمٍ تقوم به حجة الله على عباده، ولكن معنى هذا :[/size]

[size=32] أنه كلما تأخر الزمن كلما قَلَّ العلم ، وكلما تأخر ازداد قلةً ونقصاناً حتى لا يَـبْقى على وجه الأرض من يقول : الله ، الله .[/size]

[size=32]هذا الحديث   وهو حديث صحيح – :[/size]

[size=32] ( لا [size=32]تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله ، الله[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32]( من يقول : الله الله )[/size]

[size=32]وكثيراً من أمثال هؤلاء المشار إليهم في آخر الحديث المذكور ، قَبْض الله العلـم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يـبقي عـالماً اتخـذ الناس رؤوسا جُهّالاً ، من هـؤلاء الـرّؤوس ، مــن يفـسر القـرآن والـسنـة بِـتَـفـاسـيـر مُخالفــة لما كان عليه العلماء – لا أقول : سلفاً فقط بل وخلفاً أيضاً – .[/size]

[size=32]فإنـهم يـحـتجون بـهـذا الحديث : [size=32]( الله ، الله )[/size][/size]

[size=32]على جواز بل على استحباب ذكر الله عز وجل باللفظ المفرد [size=32]( الله ، الله[/size][size=32] ) ... إلى آخره ، لكي لا يغتر مُغْتَر ما أو يـجهل جاهلٌ ما حينما يسمع هذا الحديث بمثل ذلك الـتأويل وهذا التـفسير بـاطلٌ :-[/size][/size]

 

[size=32]أولاً[size=32] :[/size][/size]

[size=32]من حيث أنه جاء بيانه في رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .[/size]

[size=32]وثانياً[size=32] :[/size][/size]

[size=32]لأن هذا التفسير لو كان صحيحاً لجرى عليه عمل سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، فإذْ لم يفعلوا دل إعراضهم عن الفعل بهذا التفسير على بطلان هذا التفسير .[/size]

[size=32]فكيف بكم إذا انضم إلى هذا الرواية الأخرى - وهذا بيت القصيد كما يقال - أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذا الحديث في مسنده بالسند الصحيح بلفظ :[/size]

[size=32] ( لا [size=32]تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول : لا إله إلا الله[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32] إذن هذا هو المقصود بلفظة الجلالة المكرر ، المكررة في الرواية الأولى ، الشاهد :[/size]

[size=32] أن الأرض اليوم مع الأسف الشديد خَلَتْ من العلماء الذيـن كانوا يملئون الأرض الرحبة الواسعة بعلمهم وينشرونه بين صفوف أمتــهم فأصبحوا اليوم كما قيل :[/size]

 

[size=32]وقد كانوا إذا عدوا قليلاً                    فصاروا اليوم أقل من القليلِ[/size]

 

[size=32]فنحن نرجو من الله عز وجل أن يـجعلنا من طلاب العلم الذين   قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( [size=32]من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32]رواه مسلم[/size]

[size=32]وهذا يفتح   باب الكلام على هذا العلم[/size]

[size=32]الذي يُذْكَرُ في القرآن كـثيراً وكـثيراً جـداً ، كَمِثْلِ قوله تعالى :[/size]

 [size=32])[size=32] [/size][size=32]هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون[/size][size=32] [/size][size=32]([/size][size=32] [/size][/size]

[size=32]وقوله عز وجل :[/size]

 [size=32])[size=32] [/size][size=32]يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات[/size][size=32] [/size][/size]

[size=32]([size=32] ما هو هذا العلم الذي أثنى الله عز وجل على أهله والمتلبـسين به وعلى من سلك سبيلهم ؟[/size][/size]

[size=32]الجواب[/size]

[size=32]كما قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله – :[/size]

[size=32]العلم قـال الله قال رسوله[/size]
 
[size=32]قال الصحابة ليس بالـتَّمْويه[/size]
[size=32]ما العلم نَصْبَكَ للخلاف سفاهة[/size]
 
[size=32]بين الـرسول وبين رأي فقيه[/size]
[size=32]كـلاّ ولا جَحْـد الصفات ونفيها               .[/size]
 
[size=32]حذراً من التشبيه والتمثيل[/size]

[size=32]فالعلم إذن نأخذ من هذه الكلمة ومن هذا الشعر الذي نادراً ما نسمعه في كلام الشعراء لأن شعر العلماء هو غير شعر الشعراء ، فهذا رجل عالم ، ويُحْسِنُ الشعر أيضاً ، فهو يقول : العلم : [/size]

[size=32]( قال الله[size=32] ) ،[/size][/size]

[size=32] في المرتبة الأولى ،[/size]

[size=32] ( [size=32]قال رسول الله[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32] في المرتبة الثانية ،[/size]

[size=32]( [size=32]قـال الصحابة[/size][size=32] )[/size][/size]

[size=32] في المرتبة الثالثة[/size]

 

[size=32]والحمد لله رب العالمين[/size]