[size=32](( حال الأمم والشعوب قبل وبعد))[/size]



بقلم/ محمد الفارس الخالدي.


عزيزي القارئ.. تعال معي نأخذ جولة حول الدول لمعرفة حال الشعوب كيف كانوا وكيف أصبحوا.

و سوف تكون أول محطة هي أفريقيا.
التي تنقل لنا بعض المصادر الهالة التي أحاطت بالملك " منسي موسى الأول" و شهرته التي ذاعت خاصة بعد رحلته إلى الحج عام 1324, التي تضمنت 60 الف شخص ، من بينهم 12 ألفا يحملون أطنان من الذهب، وأغدق الذهب على كل المناطق التي مر بها، ومن بينها القاهرة والمدينة المنورة،مما خفض سعر الذهب...".


اما المحطة الثانية هي الشام
أهل الحضارات و منارات العلم و البساتين والأنهار، وأطيب أنواع الفواكه و الثمار، فقد انقلب حالهم من حال الي حال وصل حالهم إلى أكل القطط وشرب حليب الكلاب أجلكم الله، وويلات الحروب و الشتات.
فقد ذكر بأن أحد كبار السن وجد جالسا عند قمامة يبكي بحرقة وقد ارتفع من فوقها الزر واللحم، وقف الناس يسألون ما يبكيك، فقال هذا المنظر شاهدته قبل خمسين عاما في فلسطين، كنا نفعل ذلك.


اما القارة الهندية فهي محطتنا الثالثة
التي كان الخليج في الماضي،يستجلب منها الملابس و أنواع الطعام، البهارات و أجود أنواع الطيب والبخور. فالشاهد أنهم الآن في الخليج يعملون عمال نظافه، سائقين،وخدم.

ونقف في المحطة الاخيره،وهي الجزيرة العربية ( الخليج).
فقد قال حبيبنا و قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فوالله لا الفقر أخشى عليكم،ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم.) رواه البخاري.

من لديه في المنزل كبار سن دعوهم يحدثوكم عن أسلافهم.
فقد حدثني أحد كبار السن يقول: إلى وقت قريب في بداية استخراج النفط ودخول الأمريكان،كنا نتسابق بجمع ما يسقط منهم على الأرض وننفض منه التراب وناكله، من شدة الجوع.
فقد وصل حال أجدادنا بالماضي إلى أكل الحيف من شدة الجوع، و آخرون هاجروا إلى دول مجاورة اشتهرت بالخيرات كالهند و الشام للبحث عن لقمة العيش.

ولنا في ماضينا وحاضرنا وقفة تأمل:
في الماضي تربط البطون من شدة الجوع والآن تربط المعدة من شدة الشبع.
في الماضي يمشون المسافات الطويلة للبحث عن لقمة والآن يمشون لهضم الطعام، و في وقتنا القريب قبل عام 2000 إذا زاد الطعام يرسل إلى الجيران، فلا شي يرمى فالطبخ على قدر الحاجة لسد جوع وحفظ نعمة.
وما نعيشه الان من رغد العيش والترف، وما نشاهده في الأعراس فحدث ولا حرج.. ولا داعي أن احدثكم عن "أم رقيبة" من مشاهد تبكي لها القلوب المدركه عقاب الله.
فقبل أيام أرسل لي أحدهم صورة وجبته بالمطعم، فقلت هل معك أحد قال لا لكن للتصوير.!!
أصبحنا نطلب فوق حاجتنا لنتسابق على تصوير النعمظ!! وتقام مسابقات "صور سفرة بيتكم" عبر برامج التواصل الانستقرام وغيرها.

أيها العقلاء، هل من ناصح يأخذ بأيدي السفهاء?
يأمن تظلمون أنفسكم..
حدثنونا عن حال الفقير و الجائع بمشاهدتها?
تأمل قول الله تعالى: ( وضرب الله مثل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
ومن سنن الله في الكون من يكفر بالنعمة بالبذخ والإسراف تستبدل بالجوع والفقر وفقدان الأمن.
بسبب هذا الإسراف و العبث بالنعمة و التنافس و التفاخر،منع القطر ومحقت البركة وكثرة الأمراض، السكر و الضغط والكولسترول ولو لاحظنا ما سبق بنفس النوع على قول المثل " إذا زاد عن حده انقلب ضده"فالتاريخ يعيد نفسه ولنا في غيرنا عبره.
اللهم لا تجعلنا لغيرنا عبره ولا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا.