[size=32]تساؤل: كيف دخل العرب مصر بسهولة؟


تذكر كل كتب التاريخ، أن عدد الجنود الذين دخلوا الى مصر والتي كانت تحت الحكم الروماني، كانوا 3500 رجلا، معظمهم من أهل عكّا!


كيف يتسنى لمثل هذا العدد المتواضع لا يعرف عن مصر جغرافياً ولا اجتماعياً شيئاً، من أن يهزم جيشاً رومانيا عرف البلاد أكثر من ستة قرون؟


لولا إصرار عمرو بن العاص لما دخل العرب مصر



تقول الروايات أن عمرو بن العاص، كان يعرف مصر جيداً قبل الإسلام، وأنه كان يذهب لحضور احتفالات الإسكندرية، وأنه من الطريف ذكره أنه حضر احتفالاً ترمى فيه كرة (تشبه كرة القدم) ومن تسقط عليه تلك الكرة يتوجه المحتفلون بأنه أصبح حاكماً لعموم مصر! وقد سقطت الكرة في ذلك الاحتفال على عمرو بن العاص!..

بعد تحرير العراق وسوريا (بما فيها فلسطين)، حاول عمرو بن العاص إقناع الخليفة عمر بن الخطاب، بفتح مصر، والخليفة يتمنع ويتردد في قبول الفكرة، ولكن ابن العاص يذكر له خصوبة أرضها، وأهميتها الإستراتيجية في حماية حدود الدولة الإسلامية، حتى اقتنع، فوافق، فتحرك ابن العاص..


لكن عثمان ابن عفّان، عندما علم بتحرك ابن العاص، أتى للخليفة، ولامه على الموافقة لما فيها من خطورة على الجند وهلاكهم. فكتب عمر ابن الخطاب الى ابن العاص يقول: ((إذا لم تكن قد تحركت فلا تتحرك، وإن كنت تحركت فانطلق متوكلا على الله)). ويذكر المؤرخون أن ابن العاص لم يشأ فتح الكتاب إلا بعد دخول مصر، خشية أن يكون فيه طلب بالعودة!

أحوال مصر عشية دخول العرب لها


يُعرف عن المصريين، أنهم يكرهون حاكمهم ويرغبون في تغييره، عسى أن يكون الجديد أفضل. هكذا فعلوا مع الفرس والآشوريين والليبيين و الإسكندر المكدوني، ودائماً كان يتم الاحتلال سريعاً، ويبدو أن عمرو بن العاص كان مطلعاً على تلك الخاصية.

كان في مصر من الجيش الروماني 22500 جندي، وهو عدد كافي لصد جيش عمرو بن العاص، ولكن التنظيم الروماني، الذي كان يكره أن تكون هناك قيادة موحدة لجيوشه في الخارج، كان قد قسم الجيش في مصر الى خمس (دوقيات) يعين قائد كل (دوقية) مركزياً، وليس بين تلك الدوقيات أي تنسيق، فكان ابن العاص يحاصر ويقاتل كل دوقية دون أن يتحرك لنصرتها أي جندي من أي دوقية. وكان الجيش العربي مؤمنا بقضيته وموحدا تحت قيادة مركزية، وقد تم تعزيزه بدفعتين حتى أصبح عدده حوالي 15000 جندي.

تحطم الروح المعنوية لدى الروم



عندما انهزم (هرقل) الروم من (أنطاكيا) وغادرها الى (القسطنطينية) كتب الى رعايا الروم، أن لا يصطدموا مع العرب، فإن استطاعوا أن يبقوا ويتعايشوا معهم فليبقوا، فهكذا فهم روم مصر تلك الرسالة وتصالحوا مع العرب وسلموا مصر لهم.
[/size]